تاريخ الحركة

نبذة تاريخية عن الحركة الكشفية

مقدمة:

        إن تأسيس الحركة الكشفية في أي دولة في العالم لم يكن البتة وليد الصدفة، بل هي تلبية لحاجة وضرورة ملحة للمجتمع و لظروف عيش أفراده، وهذا الذي أدى إلى انتشارها بسرعة و زاد في إقبال الأطفال و الشباب عليها.
و لا بد من الإشارة أن مؤسسها لم يكن ينوى في البداية إيجاد مدرسة أو إعطاء براءة ذمة لمنهج ما، ولكنه أطلق فكرته في إطار زمانه ومتطلبات مجتمعه و حسب تجاربه و خبرته بقدرات الفتية، في كتاب أطلق عليه عنوان "الكشفية للفتيان" فتفاجأ بالإقبال الكبير للأطفال و الشبان عليه، مما دفعه للتفرغ لبلورة هذه الفكرة أكثر و تنظيمها و نشرها.

مؤسس الحركة الكشفية  في العالم:

              
                                اللورد روبرت ستيفنسن سميث بادن باول
                                          (  1857- 1941 )


- عاش مؤسس الحركة الكشفية روبرت دون أب منذ صغره فقد مات أبوه بادن باول وعمره ثلاث سنين فحرصت والدته على تربية أبنائها على التقاليد العائلية المتبعة حينذاك ، وقد كان منزل (بادن باول ) ملتقى الكثير من العلماء والأدباء مثل روسكن وعالم الطبيعيات هلكسي ، وقد كان (روبرت ستيفنس باول ) يختبئ وراء الباب كي يستمع إلى أحاديث الكبار ، ولقد كان لجده لأمه الأدميرال سميث تأثير مباشر عليه ، فقد كان يحكي له القصص عن البحرية والمغامرات حيث كان يجالسه على شرفة منزلهم .
- كان ستيفنس يهوى الرسم والتصوير والكتابة وكانت له خبرة واسعة في مزج الألوان ،وهذا يدل أن مؤسس الحركة الكشفية كان يتمتع بمزايا خلاقة منذ صغره.
- كان سابقا لعمره ففي سن الثامنة وجه كتابا إلى جده جاء فيه : " سوف أسعى لكي يصبح الفقراء أكثر غنى لأن لهم الحق بالسعادة، فالله هو الذي خلق الأثرياء والفقراء. ولكني أستطيع أن أقول لك ما يجب عمله لتكون طييا. يجب أن تصلى إلى الله كلما استطعت إلى ذلك سبيلا وبما أن الصلاة وحدها لا تكفي لتجعل أناسا طيبين، يتوجب علينا أن نبذل جهدا أكثر لكي نصل إلى الطيبة."
- التحق ستيفنس بمدرسة ( تشارتر هوس ) وهي من الدارس العريقة المميزة الخاصة بأولاد الأغنياء وأصحاب النسب. ولم يكن ستيفنس لامعا في مادة العلوم الطبيعية ولكنه استعاض عنها بميوله الفنية وممارسة نشاطاته في الهواء الطلق، وفي نهاية دراسته الثانوية حاول الوصول إلى جامعة أكسفورد حسب تقاليد العائلة ولكنه أخفق في ذلك، ولكن سرعان ما وجد الفرصة في المدرسة الحربية فسجل اسمه، وأجريت مباراة للقبول فكان ترتيبه الخامس في المباراة من بين 718 مرشحا، وكان عليه أن يقضي سنتين في التدريب ولكنه أعفى منها لتفوقه وقضى مدة شهرين فقط في التدريب تخرج بعدها برتبة ملازم أول في الخيالة عام 1876 م ، وبعد فترة وجيزة التحق بفيلقه المتوجه إلى الهند.
- و أخذت الترقيات المهنية تتوالى على هذا الملازم الشاب فصار نقيب في سن 26 سنة، و عميد في سن 39 و صار قائدا للفرقة الخامسة للخيالة ثم جنرال(لواء) في الجيش البريطاني في سن 43 سنة وهو أصغر من يحمل هذه الرتبة آنذاك.
- و كانت الصعوبات العسكرية التي يواجهها الجنود البريطانيون من قبائل البوير الأفريقية سببا في نقل فرقة ( الهوسارد 13 ) التي انتمى إليها روبرت إلى أفريقيا الجنوبية. فقد كانت قبائل البوير الرامية للتحرير هم عدو الجنود البريطانيين، و كان مطالبا بمهمة سرية استكشافية لجمع المعلومات ومعرفة إمكانية الهجرة بصفة مدنية لأهداف عسكرية بحتة، وخلال تجواله فارسا لمدة شهر قطع فيها ألف كم لم يطلق أي رصاصة مع أنه أنجز عملا نال به تقدير رؤسائه، وهكذا أمضى روبرت مدة ثلاث سنوات ضمن حاميته فأصبحت له خبرة في مجال الاستطلاع والاستكشاف في العمق وارتفع عنده فن الملاحظة.
- و لعل أهم مهمة لبادن باول هي فك حصار مافكينغ بجنوب افريقيا عن الجيش البريطاني (سنتي 1899 و 1900)، هذه المهمة التي جعلت منه بطلا قوميا في بلاده. و أهم ما ميز خطة بادن باول في هذه العملية هو اعتماده على فتية صغار في تنفيذ بعض المهمات كالاستطلاع و الاستكشاف و تبليغ الأوامر و الخدمات العامة للمعسكر، و لعل ذلك أول ما جعل بادن باول يؤسس لفكرة الكشفية لتدريب الفتية على القيام بأعمال مفيدة لأنفسهم و غيرهم.
- وكانت له صفات شخصية قد يكون لها الدور في إعداده لمهمته القادمة ، فقد كان يعرف كيف يكيف نفسه فهو محب للاستطلاع، قنوع، اجتماعي، محبوب، بشوش، غير مبذر، يعشق العيش في الهواء الطلق، كان مغرما بحب الطبيعة، عاطفا على الحيوانات، يهوى صيد الخنازير...
- في سنة 1907 أحيل بادن باول على التقاعد ليتفرغ لدوره المقبل في الحياة المدنية، وهي الاعتناء بتكوين الفتية في إطار غير الرسمي للقيام بأدوار مفيدة تجاه المجتمع.

بداية الحركة الكشفية  في العالم:
    
        أراد بادن باول في البداية وضع برنامج تربوي يلخص جملة أفكاره عن قدرات الفتية و كيفية صقلها و تنميتها فاتصل بالبعض من أصدقائه من علماء البيئة و العسكريين لاستقاء بعض الأفكار، ثم أراد أن يطبق برنامجه على مجموعة صغيره من الأولاد, فقرر أن يتجه إلى جزيرة براونسي مع بعض أصدقائه و مجموعة من الفتية تضم عشرين ولدا من أبناء بعض أصحابه في المدارس وبعض أولاد المزارعين والعمال. خضع هؤلاء الصبية لأولى دورات الاختبار، كان كل همه هو معرفة هل باستطاعة هذه المجموعة الصغيرة العمل وحدها أم لا؟ وهل يمكن لهم أن ينسقوا واجباتهم المقررة بالتراضي، و هل بإمكانهم ممارسة مسئولياتهم دون أن يسيئوا استعمال سلطاتهم لأنه من غير المؤكد أن صغارا بمثل هذا العمر في ثلة صغيرة يتقلبون قيادة و أوامر بعضهم البعض.
لقد كانت تجربته ناجحة تماما وفي الاتجاه المطلوب وعندما رفع (انتهى) مخيم براونسى في التاسع من أوت (آب) 1907 م بدأ في ذلك اليوم تاريخ الحركة الكشفية.

        و بدأ بادن باول بعد ذلك في نشر فكرته فعرض عليه أحد رجال الأعمال هو آرثر بيرسون تمويل جولة يحاضر فيها في أنحاء المملكة المتحدة بهدف شرح ما يسمى (بالمشروع الكشفي )، ووضع بيرسون مقرا تحت أمر بادن باول، واتفق معه على إصدار مجلة شهرية تحت اسم الكشاف التي صدرت في 18 أفريل (نيسان) 1908 م، وشارك بادن باول في زاوية فيها حتى وفاته سنة 1941 م.
وكان من بين كتبه التي ساعدت على نشر الكشافة هو كتابه ( الكشفية للفتيان ) ، حيث قدم للأولاد كمية كبيرة من الأعمال والأشغال المتنوعة من أنشطة الهواء الطلق و الألعاب والتمارين والتجارب العلمية والنصائح المبسطة ليصبحوا أكثر صحة وقوة وانطلاقا وقدرة في تدبير الأمور كل هذا بلغة مبسطة موجهة إلى الشباب مباشرة دون وسيط. وقد ترجم هذا الكتاب إلى لغات عديدة ساهمت في نشر أفكار بادن باول في مختلف أنحاء العالم . 
ثم جاءت فكرة اقامة تجمع على مستوى وطني فلبى النداء أكثر من عشرة آلاف شاب قدموا في ( كريستال بالاس ) في لندن عرضا لإمكاناتهم الكشفية.
 ثم رأى مؤسس الحركة الكشفية أنه من الضروري تأسيس حركة مستقلة تماما، فقد أنشئت في سنة 1909 م أول هيئة تنفيذية لجمعية الكشافة، حيث جمع بادن باول مجموعة المتطوعين أصحاب الكفاءة وأصبح رئيسهم بطبيعة الحال، وتجمع تحت لوائها أكثر من مائة ألف شابا وقائدا ومتطوعا.
        وإذا كان بادن باول قد نجح بإنشائه الكشفية البريطانية فهو لم يفكر يوما بتصدير الكشافة إلى العالم الخارجي لكن ذلك حصل تلقائيا دون جهد منه، فعندما نشر كتابه سالف الذكر ( الكشفية للفتيان ) ظهرت فرق الكشافة الأولى سنوات 1909 و 1910 و 1911 في كندا واستراليا ونيوزيلندا، ثم في الهند وتشيلي، و امتدت إلى الأرجنتين والبرازيل و الولايات المتحدة و بلجيكا وهولندا وفرنسا والدانمارك والنرويج والسويد و روسيا.
        و لأن الكثير من الحكايات غير الموثوق بصحتها كانت تصل إلى مسامع بادن باول و مساعديه عن نشاطات تمارس تحت راية الكشفية، دعا في صيف عام 1913م لإقامة أول مخيم عالمي في برمنجهام، ولاقى هذا التجمع نجاحا  باهرا وكبيرا حيث لبى الدعوة ثلاثون ألفا من الشباب معظمهم من المملكة المتحدة والبلاد التابعة لها بالإضافة إلى شباب من الصين و النمسا و المجر و ألمانيا و الدنمارك و أسبانيا و إيطاليا و هولندا و فرنسا و بلجيكا و النرويج و السويد و أمريكا، وتمتع الجميع بمشاهدة النشاطات المتنوعة والمتعددة كما عرضت بعض الأعمال اليدوية مثل: النجارة و السباكة و الكهرباء و خياطة و تصليح الثياب و الأحذية و غيرها من المهن، هذا بالإضافة إلى الألعاب الرياضية كالدراجات والمصارعة والجمباز وغيرها.

رسالة بادن باول الأخيرة:

        في أواخر سنة 1940م وقع حل الحركة رسميا في عديد الدول الأوربية و الآسيوية و العربية و تقلصت الاتصالات بين الجمعيات الأعضاء إلى أن تلاشت فعلا و أصبح بادن باول يشعر بدنو أجله خلال عزلته في (نييري) إحدى قرى كينيا الأفريقية، فترك رسالة موجهة إلى جميع الكشافين بالعالم يقول فيها :
" ... وعليه أريد أن أتوجه إليكم بوداعي الأخير. لذا فكروا في هذا الكلمات فهي آخر ما تسمعونه مني، تأملوا فيها جيدا. لقد كان لي الحظ أن أعيش سعيدا وأتمنى لكل منكم هذه السعادة. إني أعتقد أن الله خلقنا على هذه الأرض لنكون سعداء ولكي نتذوق طعم الحياة. والسعادة لا تأتي من الغنى ولا من النجاح الذي تصبون إليه في أعمالكم ولا من خلال الموقف والرأي الذي تكونونه من خلال ذلك. فالخطوة الكبرى التي تخطونها نحو السعادة هي في العناية بتكوين جسد قوي وطاهر من أي مرض طيلة شبابكم حتى تكونوا مفيدين لمجتمعكم ولكي تعيشوا بهناء وسعادة عندما تصبحون رجالا. إن دراستكم للطبيعة تبين لكم كم ملأ الله العالم بأشياء رائعة من أجل سعادتنا كونوا سعداء دائما بما لديكم واستخدموه في أقوم السبل. أنظروا دائما إلى الناحية المشرقة في القضايا أكثر من نظرتكم إلى الناحية المظلمة. إن الطريق الصحيح إلى السعادة هو في إعطائها للآخرين اجتهدوا بترك هذه الأرض الدنيا بعد أن تكونوا قد ساهمتم في جعلها أفضل، وكونوا دائما على هذا الطريق، أن تعيشوا وتموتوا سعداء، وتذكروا وعدكم الكشفي على الدوام وإن كنتم لم تعودوا أطفالا، والله يساعدكم على الاحتفاظ بهذا الوعد، واعتقادنا هو أن الله عز وجل خلقنا لعبادته، والسعادة تكمن في طاعة الله عز وجل والرضاء بقضائه وقدره".

        ومات بادن باول بعد احتضار بطيء في 9 كانون الثاني سنة 1941م عن عمر يناهز أربعة وثمانين سنة، واعتقد الكثيرون من الذين علموا بالخبر بأنه مع الحرب ومع موت بادن باول سوف تنتهي الكشفية. لكن ها أن الحركة تثبت أنها تعيش بفضل نبل هدفها و مبادئها و لتواصل حاجة المجتمعات إليها، و ليس بفضل شخص معين حتى و إن كان بادن باول. و ها هي تعيش اليوم القرن الثاني من عمرها و تنتشر في كل أصقاع العالم و تضم عشرات الملايين من الفتية و الشباب و الكهول في صفوفها.

تاريخ الحركة الكشفية  بتونس:

- ظهرت الحركة الكشفية في تونس في بداية العشرينات بتواجد بعض الفرق التابعة لجمعيات كشفية فرنسية         و يهودية، و قد انضم إليها بعض الشبان التونسيون.
- كان المحامي الفاضل الأستاذ مصطفى الدالي يحي يتجول ذات يوم من سنة 1932 في مدينة تونس فشاهد بعض الأطفال الفرنسيين يرتدون أزياء متناسقة و جميلة، يقومون ببعض الألعاب الترفيهية، فاستفسر عنهم أحد أصدقائه الفرنسيين الذي كان برفقته فأعلمه بأنهم الكشافة، و من شدة إعجابه بهؤلاء الأطفال أراد معرفة كل شيء عن الحركة الكشفية فاستعان على ذلك بأصدقاء فرنسيين.
- في سنة 1933، أنشأ القائد مصطفى الدالي يحي، أول فرقة كشفية تونسية تحت اسم "الكشاف المسلم التونسي".
- في الثلاثة سنوات اللاحقة، بدأت تظهر جمعيات كشفية تونسية أخرى و منها كشاف الخضراء، النجم الكشفي، كشاف المكارم، كشاف الساحل...
و قد شجع المستعمر الفرنسي ظهور هذه الجمعيات لضربها ببعضها، و ركزت هذه الجمعيات عملها على تكوين الفتية و الشباب ليساهموا في مقاومة المستعمر، و قد شهدت هذه الجمعيات عديد الاعتقالات في صفوف قادتها لمقاومتهم للاستعمار الفرنسي بصورة سرية و علنية في أحيان عديدة.
- على إثر حوادث 9 أفريل 1938، تم حل أغلب الجمعيات الكشفية التونسية الموجودة و انضواء البعض الآخر ضمن جمعيات فرنسية و ذلك كعقاب لها على مشاركتها في هذه الأحداث.
- سنة 1940، بادر القائد"عز الدين عزوز" بإقامة مخيم لإعادة بعث الحركة الكشفية التونسية المستقلة، و بالفعل تمكنت بعض الجمعيات من مزاولة نشاطها بصورة مستقلة عن الجمعيات الفرنسية.
- و تواصل هذا المد و الجزر خلال السنوات الأربعين و بداية الخمسين بتكوين جمعيات جديدة و اندثار أخرى و توحد البعض.
- في سنة 1943 توحدت جمعيتا "الكشاف المسلم التونسي" و "الكشاف التونسي المسلم" في جمعية واحدة تحت اسم "جمعية الكشاف المسلم التونسي".
- في سنة 1944 بعثت الجمعيات التالية: كشاف تونس، الاتحاد الكشفي الاسلامي...
- في سنة 1945 تكونت فرقة في المكنين على يد القائد "عبد الله الزواغي" و أخرى بالمنستير و قابس و...
- في سنة 1945 تكونت أول فرقة نسائية تحت اسم "حبيبات الكشفية".
- في سنة 1947 ظهرت مجلة "السبيل" الكشفية و التي مازالت تصدر إلى يومنا هذا.
- في سنة 1947 القيام بعديد المحاولات لتوحيد الجمعيات الكشفية الموجودة و ذلك على اثر مضايقة المستعمر للعديد منها، و كان الشاب "منجي بالي" يقود هذه التحركات، و التي لم تسفر إلا على ضم جمعية كشاف تونس لجمعية الكشاف المسلم التونسي التي كان هذا الشاب قائدها العام.
- في سنة 1949، تم توحيد كل هذه الجمعيات في جمعية واحدة "الكشاف المسلم التونسي" يقودها المنجي بالي، و التي واصلت عملها ضد المستعمر، و بدأت تبحث عن الاعتراف الدولي بها.
- على إثر أحداث 18 جانفي 1952 تم ايقاف النشاط الكشفي من طرف المستعمر ،حيث أصبحت النوادي الكشفية مقرات للمقاومة و تعرض  العديد من القادة و القائدات إلى الاعتقال.
- في سنة 1956 و بعد استقلال تونس عن المستعمر الفرنسي، تم إعادة النشاط الكشفي للوجود من جديد، و انعقد مؤتمر التوحيد في سبتمبر 1956 ببئر الباي الذي أسفر على توحيد كل الجمعيات الكشفية التونسية دون استثناء في جمعية واحدة أطلق عليها اسم" الكشافة التونسية " و انتخب القائد عبد الله الزواغي أول قائد عام لها.

- سنة 1957 تم الاعتراف دوليا بجمعية "الكشافة التونسية" و أصبحت بذلك عضوا بالمنظمة الكشفية العالمية.

هناك تعليقان (2):

التنمية البشرية للأطفال قصة قصيرة للأطفال تمكنهم من التعود على رسم الأهداف و كيفية تحقيقها. من تأليف الأستاذ الهادي الجنزري المدرب الدولي في...